نظرة على سيكولوجية المقامرة الإلكترونية عبر الإنترنت
رغم أن كل شخص يمتلك داخله نزعة للقمار والكسب السَّريع للمال اعتماداً على الحظ، إلا أن كل شخص يتعامل مع هذه النزعة بطريقة مختلفة؛ بداية ممن يحب القمار لكنه يرفض ممارسته لأسباب دينية أو اجتماعية، ومروراً بمن يستمتع بلعبه ما بدرجة معتدلة، وصولاً إلى من وقع في فخ إدمانه وأصبح غير قادر على التخلص منه.
ورغم أن المقامرة الإلكترونية لا تختلف في شيء عن المقامرة الحقيقية، إلا أن نظرة كثير منا للأشخاص تعد غير منصفة إلى حد كبير، فهم يرون الشخص الذي يقامر إلكترونياً شخصاً يعاني من مشاكل سلوكية تستوجب العلاج، رغم أن المقامرة أولاً وأخيراً هي مجرد سلوك ترفيهي.
من يرفض المقامرة الإلكترونية هو شخص يرفض المغامرة في حياته
ينقسم الناس إلى نوعين اعتماداً على نزعتهم للمغامرة، النوع الأول يحب المغامرة ويرى فيها نوعاً من التحدي الذي يجب عليه خوضه، ولو مرة كل حين، والنوع الثاني من يرفض المغامرة رفضاً قاطعاً ويرى السلامة أجدر بالاتباع في كل فرصة. ويمكن أن يميل كل شخص إلى هذين النوعين بدرجات متفاوتة.
الشخص الذي يرفض المقامرة الإلكترونية هو في الغالب شخص من النوع الثاني، شخص تقليدي، لا يحب المخاطرة، ويرى ضياع الفرص في حياته الواقعية أهون كثيراً من التعرض للمخاطر المحتملة، وهذا ما يشي بشخصية تفضل الحياة الروتينية غالباً ولا تسعى لتحقيق النجاحات الكبرى.
الانخراط في المقامرة حتى النخاع أيضاً أمر غير صحي
على الجانب الآخر، الانخراط في المقامرة الإلكترونية بشكل يتعدى الهدف الأساسي منها -وهو الترفيه- يعد أيضاً سلوك غير صحي. فالشخص من هذا النوع قد يجد صعوبات في التأقلم اجتماعياً، ويراه أغلب من حوله مندفعاً وطائشاً ولا يعمل حساباً للمخاطر.
الخلاصة أن الاعتدال في كل شيء مطلوب، إذا كنت من الذين يستمتعون بالمقامرة فعليك القيام بذلك من الحين للآخر، لكن باعتدال، وبمبالغ تستطيع تحمل خسارتها، أما إذا تحول الأمر إلى إدمان وبدأت تلاحظ إشارات على تداعي حياتك أو تأثيرات مبالغ فيها على أوضاعك المادية، فحينها يحب أن تدرك أنك تعاني من مشكلة كبيرة وأنه يجب عليك التوقف فوراً وطلب المساعدة.
نظرة على سيكولوجية المقامرة الإلكترونية عبر الإنترنت
بين أولئك الذين يرفضون فكرة المقامرة رفضاً مطلقاً، وأولئك الذين ينغمسون فيها أكثر من اللازم، الاعتدال هو الأفضل، دون حرمان للنفس من المتعة، ودون سفه مالي.